الأربعاء، 16 يوليو 2008

"زواج الإنترنت " وجوهٌ مُتنكرة تصطدم بالواقع في الأردن









زواج الإنترنت " وجوهٌ مُتنكرة تصطدم بالواقع في الأردن ! - 20% من الأردنيين يؤيدون "الزواج الإلكتروني" - "مواقع الزواج عبر الإنترنت " ترفيهٌ مجاني للشباب الأردنيين ! عمّان – غادة العقباني: "بعد أن إستمرت علاقتنا التي نشأت عبر الإنترنت لفترة تتجاوزالـثلاثة شهورٍ وألبسني خاتم الخِطبة , إكتشفت بأنه متزوج ولديه طفلان" تقول ديانا (22) عاماً عن صدمتها بالشاب العربي الذي أحبتهُ , وتستطرد " تعرّفت عليه عبر موقع للزواج على الإنترنت , وأخبرني بأنه يعيش في إيطاليا وأن عمره ثلاثين ولا يزال يبحث عن فتاة مميزة لتكون زوجةً له وبعث لي صورته لأتعرف عليه , وبقينا على تواصل عبر الإيميل والماسنجر وليس ذلك فحسب فأصبحنا نتحدث عبر الهاتف " وتُكمِل : وبعد ان شعرنا بأننا تعلقنا ببعضنا البعض أخبرني بانه سيأتي لخطبتي وحدد لي موعداً , فقامت عائِلتي "التي كانت تعلَمُ بتفاصيل علاقتي بالشاب" بإستقبالِه والترحيب بهِ ووجدته كما حلمت , وتمت الخطوبة وبعد أسبوعين قضاهما بعمّان عاد الى إيطاليا , حاولت أن أتصل به مراراً إلاّ أن عدم رده أصابني بالقلق ..تيقنت عائلتي أن هنالك أمرٌ ما , وسارعت للتقصي حول هذا الشاب والنتيجة هي أنه متزوجاً ولديه عائلة وأطفال ..فكانت الصدمة " . وعن سبب لجوئِها للإنترنت في مسألة الزواج بالرغم من انها " صغيرة بالعمر "تقول ديانا : عدم توافر المواصفات التي أطمح أن أجدها بزوج المستقبل لدى من تقدموا لخطبتي وكثرة متابعتي للإنترنت هو ما ساقني الى إلإقتناع بالطريقة الحديثة والغريبة ..التي وللاسف قد أحبطتني وجعلتني أبتعد عن الإنترنت و خِداعِهِ .
مصير ديانا لم يكن نفس مصير ديما التي تُوّجت قصة حبهما عبر الإنترنت بحفل زفافٍ باركته العائلة , فتقول ديما : عبر تصفحيّ غرف الدردشة تعرّفت على شاب من نفس منطقتي بعمّان ورغم انني لا أثق بالإنترنت إلاّ ان حُسن حظي هو ما صادفني بمازن , وبقينا على إتصال ونقاشاتنا لا تتعدى الموضوعات العامة , وكنت قد تعّرفت على منتدى أردني فدعوته للإنضمام والمشاركة , ومع مرور الوقت شعرنا بان هنالك ألفة قد جمعتنا , فطلب رؤيتي ترددت بالبداية , ومع إلحاحه قبلت ان أراه في مطعم معروف وبوجود صديقة لي , فأتى على الموعد , عندها عبرّ عن إعجابهِ وتقدم لخطبتي وتزوجنا , وتُكمِل : المشاعر التي تكونت جاءت من خلال إعتيادي على تواجده , وبعد المعرفة الشخصية تحولّت المشاعر لمحبة حقيقية .. واتمنى ان تستمر " . في حين سمراء (34) تجد أن فكرة الزواج عبر الإنترنت مرفوضة تماماً بالنسبة لها وتقول : الزواج إن لم يتم من خلال الطرق المعروفة في مجتمعنا الأردني بالحد المسموح بهِ شرعاً , بالتاكيد هو زواجٌ فاشل , لأن التقدّم يكون بكل شيء إلا مسألة الزواج الذي تحكمه العادات والتقاليد . أما مؤيد (طالب جامعي ) فيعارض فكرة الزواج عبر الإنترنت وبرأيهِ المشاعر الحقيقة لن تُكوّن إلا بالتعارف وجهاً لوجه بين الشاب والفتاة , وغرف الدردشة ما هي إلاّ مصيدة , يستطيع الشاب من خلالها ان يصطنع الأوهام والأحلام التي يريدها دون ان يُحاسبه عليها أحد , في ذات الوقت الذي تُبادله فيه الفتاة نفس المشاعر الإفتراضية التي تنتهي بخيبة أملٍ وخداع .
الزواج عبر الإنترنت تعتبر ظاهرة الزواج عبر الإنترنت من الأمور الشائِعة في مجتمعنا العربي , فبعد دخولك للإنترنت يظهر لك صندوق يقودك للـمواقع الإلكترونية المتخصصة بالتّعرف على شريك حياتِك , و هناك يستطيع اي شاب وأي فتاة تسجيل البيانات الشخصية , والمواصفات التي يحلم بها في الطرف الآخر , ليتم التمهيد مسبقاً لطرق التعارف عبر غرف الدردشة , والبريد الإلكتروني الخاص , وليس ذلك فحسب وإنما يشترط بعضويتك في هذه المواقع شروطاً خاصة : كالإحتفاظ بالأدب والأخلاق أثناء المراسلة بين الشاب والفتاة , وإحترام الخصوصية وعدم البوح بها إلا بعد الإرتياح والثقة , كما أن التعارف يحتاج لساعات وقد تمتد لأيامٍ وشهور , وغير ذلك من الأمور التي يدونّها أصحاب مواقع الزواج عبر صفحات شروط العضوية , وبعد أن يقدّم لك كل المعلومات المتوجبة عليك .. بالزواج الإفتراضي النتائج , يُحذّرك من أن زيجات الإنترنت قد تنجح وقد تَفشَل وأصحاب هذه المواقع ليس لديهم أدنى فكرة عن صحة المعلومات الشخصية للأعضاء , وبالتالي فهو لا يتحمّل مسؤولية قرارك , ولن يشارك بأي وساطة بين الأعضاء حين يتم اللقاء الفعلي . " المَدلّة "طريقة تعارف أغلبية الأردنيين الطالبين للزواج التعارف للزواج في الأردن يتم وفقاً للعادات والتقاليد , فيكون إما في الجامعات أو الكليات أو المجال الوظيفي , إلاّ أن الكثيرين يتزوجون عبر ما يُسمّى " بالمدلّة " وهي ان يقوم أحد افراد العائلة بلفت إنتباه الإبن أو القريب الى وجود فتاة مناسبة له بنظر عائلته , ليتم التعارف بين العائلتين أولاً ويتسنّى له لاحقاً التعرّف بالفتاة. وإن إتفقا تمت الخطوبة وإن لم يتفقا يبحث عن أخرى بذات الطريقة . أمّا طريقة الإنترنت فهي في الأردن تُعتبر محدودة نظراً لطبيعة هذه العائلات التي لا ترضى بتسيير الأمور إلاّ بما ترّبت عليه , ولأن الأردنيين يعتبرون الإنترنت وسيلة تخريبية لعقول الشباب ..فكيف سيتقبلون مسألة التعارف لزواج فتياتِهم أو شبابِهم عبر هذه التقنية ؟ ولذلك فان 20% فقط من العائلات تتقبّل الفكرة.
رسالة إلكترونية ..أنتِ طالِق ظاهرة إرتياد مواقع الزواج عبر الإنترنت في الدولة الأردنية تكثر بين فئة الشباب والفتيات التي تترواح أعمارهم بين ( 18 – 40 ) عاماً , منها بهدف الزواج وهي قليلة بالأردن والأغلبية بهدف التسلية والترفيه الى جانب التّعرف وتكوين الأصدقاء من الطرفين , وتكثر النسبة في مراكز التجمعات في الاردن كالعاصمة عمّان و بعض المحافظات وتقل بشكل كبير جداً في القرى , وبات الحب والزواج عبر الإنترنت ظاهرة جديدة ومتفشية في بعض الدول , وإذا كان التعارف عبر الإنترنت هو وسيلة الزواج فلا غريب أن نصل لزمن يكثر فيه الطلاق عبر الإنترنت . فهل تتوقع المرأة التي تتزوج عبر الإنترنت أن تصلها رسالة إلكترونية من زوجها يقول فيها "أنتِ طالق" ربما فكل شيءٍ وارِد . تحرّر جيل الشباب سبب شيوع الظاهرة ومن جهةٍ أخرى يرى مراقبون أن سبب تفشي الظاهرة هو تعاظم اعداد مقاهي الإنترنت المتوزعة في مختلف المناطق الأردنية , الى جانب دخول الإنترنت الى البيوت , كما أن التحرّر للشباب والفتيات أحد العوامل التي تقود عدد كبير منهم للسير في هذا النفق الذي لا تُعرف عواقبه , وبإعتقاد جيل الشباب أن طريقة التعارف عبر الإنترنت تكسر الخجل وباستطاعة الشخص أن يسأل ما يريد دون رقيب , ليختار شريكه المناسب : غير مدرك أن مغامرته عبر الشبكة العنكبوتية ستورثه على الأغلب هدراً لعواطفه ووقته دون فائدة . ( 797 ) ألف مستخدم للإنترنت في الأردن وتقدّر إحصاءات عالمية عدد مستخدمي الانترنت في الأردن بـ( 797 ) ألف مستخدم، بنسبة انتشار تبلغ( 2ر13%)، فيما تأمل الاستراتيجية الوطنية لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات رفع هذه النسبة إلى( 50% )في عام 2011. وبحسب مراقبين، فإن أسعار الانترنت هو عامل واحد من عدة عوامل تؤثر على تدني نسب انتشار الانترنت، حيث تبرز عوامل ارتفاع أجهزة الكمبيوتر، ونقص المحتوى العربي على الانترنت، كعوامل أخرى، في الوقت الذي أظهر فيه مسح استخدام تكنولوجيا المعلومات في المنازل أن حوالي ثلث الأفراد( 35% ) ممن أعمارهم (5 سنوات فأكثر) يستخدمون الإنترنت منذ أقل من سنتين وأن السبب الرئيسي لعدم استخدام الإنترنت في المنازل هو التكلفة العالية، وخاصة في المناطق الريفية وأن أصحاب المستوى التعليمي بكالوريوس فأعلى يشكلون النسبة الأعلى من مستخدمي الحاسوب والانترنت. الإنترنت مهمٌ في حياتنا ولا نستطيع أن نمنع أحداً من إستخدام الثورة التكنولوجية , وإن كانت مواقع الزواج عبر الإنترنت تشهد إقبالاً شبابياً لإختيار شريك الحياة ..فهل ستسهم هذه المواقع في حل مشكلة العنوسة لدى الفتيات ؟

ليست هناك تعليقات: